الضالع رمز الإنسانية وعنوان الشجاعة والصمود

تظل الضالع، تلك القلعة المنيعة، شاهدة على مقاومتها لكل مشاريع الظلام والدمار. هذه المحافظة، التي ورثت الشجاعة عبر الأجيال، كانت في طليعة من تصدوا للمخططات الإيرانية وهزيمة الحوثيين، وستبقى قوية لا تنكسر ولا تنصاع مهما كانت قوة الطغاة إنها تجسد معاني الصمود والتضحية والفداء.
على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمتها الضالع في مواجهة أذناب إيران، واستمرار المعارك، فإنها لا تحمل عداءً تجاه أبناء الشمال. فهي تقاتل من يواجهها وتدافع عن نفسها دون أن تظلم أو تعتدي، ملتزمة بالقيم الإنسانية. وفي الوقت نفسه، تمد يدها للسلام وللإنسانية من أجل المواطنين البسطاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وكانت قيادة محافظة الضالع، ممثلة باللواء الركن علي مقبل صالح وقيادات عسكرية وأمنية، قد بذلت جهودًا مكثفة لفتح طريق الضالع – صنعاء، بهدف تخفيف معاناة أبناء الشمال بعد القصف الأمريكي الإسرائيلي الأخير، الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية لميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي.
جاءت هذه المبادرة الإنسانية من أبناء الضالع نظرًا لوضع المواطن البسيط في شمال اليمن والحصار المفروض برًا وبحرًا، لتسهيل نقل البضائع التجارية من ميناء عدن إلى مناطقهم.
لاقى هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا وارتياحًا كبيرًا بين المواطنين في الشمال، بعد فترة طويلة دامت سبع سنوات من إغلاق هذا الطريق الحيوي، الذي أثقل كاهل الكثير من الناس في شمال اليمن.
تحدث أبناء الشمال عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن المواقف النبيلة لقيادة الضالع، معتبرين مبادراتهم الإنسانية لفتح الطرقات تجسيدًا لمناصرة إخوانهم في الشمال في أحلك الظروف، وتخفيفًا لمعاناتهم الإنسانية
ورغم هذه الجهود الإنسانية، لم تعر الميليشيات الحوثية العمل الإنساني أي اهتمام، وشنت هجومًا عسكريًا على الضالع، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى بعد ساعات من إعلان فتح الطريق. وهذا يؤكد أن هذه الميليشيات تثبت يومًا بعد يوم أنها مجرد عصابات انقلابية لا تلتفت إلا إلى لغة الدم والخراب، وتسعى لتوسيع رقعة الحرب.