اخبار الضالع

الضالع : فتح الطريق يعيد الزخم التجاري ويكشف فجوة الأسعار بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة الحوثيين

بعد سنوات من الإغلاق، أعاد فتح الطريق العام الرابط بين الضالع دمت – صنعاء الحياة إلى واحد من أهم المسارات البرية في البلاد، لينعكس هذا التحوّل بشكل مباشر على حركة الأسواق، خصوصا في مناطق مريس، وقعطبة، وسناح، التي باتت تشهد إقبالا غير مسبوق من المتسوقين القادمين من مناطق دمت وما جاورها، الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية.

زخم مفاجئ في الأسواق..

منذ فتح الطريق، سجلت هذه المناطق نشاطا تجاريا ملحوظا، حيث ازدحمت محطات الوقود، وأسواق الملابس، ومراكز بيع مستلزمات العيد، في ظل طلب متزايد على الغاز، البترول، الديزل، الأقمشة، الأحذية، والعطور.

يقول ” محمد مسعد ” وهو أحد أصحاب المحلات التجارية في سوق مريس :
“لم نكن نتوقع هذا الإقبال من المتسوقين، وأغلبهم جاؤا من دمت بعد سماعهم بفتح الطريق، ويشترون بكميات كبيرة، خاصة الوقود والثياب وبعض المستلزمات العيدية..

وارجع بعض المراقبين هذا الإقبال، إلى  وجود فارق واضح في الأسعار بين المناطق المحررة، وتلك الخاضعة للحوثيين، حيث تشهد الأخيرة ارتفاعا حادا في أسعار معظم السلع بسبب الضرائب المزدوجة، والقيود المفروضة على حركة التجارة، والانهيار الاقتصادي.

وأكد المواطن ( ع ، م ، س ) من دمت أن الأسعار في مريس وقعطبة أرخص بشكل واضح، منها في دمت، مقارنة بفارق سعر الصرف.
فسعر اسطوانة الغاز على سبيل المثال في مناطق الشرعية ب 12000 ريال، ما يعادل أقل 4000 ريال قديم، ومثلها بفارق بسيط أسعار الثياب والمكسرات وعسب العيد. وهذا هو ما دفع الكثيرين للنزول إلى قعطبة ومريس للتسوق بدلا عن متاجر دمت رغم بُعد المسافة.

وقال المواطن ” سعيد علي ” سائق دراجة نارية : لقد أملأت خزان وقود دراجتي بالكامل بألف ريال قديم فقط، هنا في الجبارة، والله نعمة كييرة .. ”

ورغم أن القادمين من مناطق سيطرة الحوثيين عبروا عن ارتياحهم للفارق السعري الذي وجدوه في مناطق الحكومة الشرعية، لا يبدو الوضع طبيعيا بالنسبة للمواطنين المقيمين في المناطق المحررة ويتعاملون بالعملة الوطنية ( الشرعية )، خصوصاً في ظل تدني الرواتب وارتفاع تكاليف المعيشة، ما يجعل من هذا الإقبال عامل ضغط، إضافي على الأسواق المحلية.

تقول ” أم فراس ” مدينة قعطبة : أن الفارق الذي لمسه الاخوة القادمين من المناطق الغير محررة لا يعني بالضرورة أننا نعيش في أحسن حال، بل بالعكس فنحن نمر بظروف لا يحسد عليها.

مشيرة إلى أن هناك ارتفاع مستمر في الأسعار . وأن الكثير من الناس لم يعودوا قادرين على شراء الكثير من الاحتياجات الأساسية، ناهيك عن مستلزمات العيد خاصة مع تدني الرواتب التي الكاد تكفي الكيس الدقيق .

إستغلال التجار ..

تزايد الطلب، كما هو متوقع، دفع بعض التجار إلى رفع الأسعار، وبخاصة تجار الغاز المنزلي، ما تسبب في حالة من الاستياء في أوساط السكان المحليين.

وقال الناشط الاعلامي ” سليم حاتم ” أن بعض التجار في سوق الجبارة استغلوا هذا الظرف وقاموا برفع أسعار اسطوانات الغاز والبترول، ما يستعي سرعة تدخل الأجهزة الرقابة والضبط لردع هؤلاء وايقافهم عن حدهم.

في سياق ذي صلة قالت السلطات المحلية أنها تعمل على تعزيز الرقابة على الأسواق، ومنع الاحتكار، وضمان استقرار الأسعار مع قرب حلول عيد الأضحى.

ونقل ناشطون عن مدير عام شرطة المحافظة العميد أحمد قايد القبة أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة ستقوم بواجبها القانوني في ضبط التجار المتلاعين بالأسعار والمحتكرين للسلع.

وتشير التوقعات إلى أن استمرار فتح الطريق سيؤدي إلى نشاط اقتصادي أكبر في المناطق المحررة، لكنه يتطلب بالمقابل تدخلاً من الجهات المعنية لتنظيم حركة السوق، ومنع استغلال التجار، وتقديم حلول اقتصادية للمواطنين ذوي الدخل المحدود.
دمت ..
جنوب المدينة ينبض بالحياة..
في مشهد يعيد الأمل إلى سكان المدينة، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى الأحياء الجنوبية لمدينة دمت التي عاشت حالة من الجمود والتوقف لأكثر من ست سنوات نتيجة الظروف ذاتها.

ومع تدفّق المركبات ووسائل النقل التجارية إلى المدينة، أعادت المطاعم والسوبر ماركتات، ومحال الصيانة، وقطع الغيار، فتح أبوابها على امتداد الشارع العام، امام المسافرين وسائقي المركبات.
عاد العمل من جديد في مطاعم حضرموت في منطقة الصدرين، وانتعشت الحركة من جديد.
وقال محمد الأصور : نفضنا الغبار عن الأبواب وأعدنا ترتيب الأرفف، الناس بدأت تعود، وهناك شعور عام بأن الأمور بدأت تتحسن ولو بشكل بسيط وتدريجي.

ويأمل سكان مدينة دمت أن تتواصل وتيرة النشاط، وتستمر عجلة الحياة بالدوران، بعد سنوات من الإغلاق، وإفلاس كثير من التجار الذين تضرروا من قطع الطريق ك ” شكري الشميري ” مالك مطعم، و ” محمد البضيعي ” الذي اضطر لنقل محل قطع الغيار والبنشر بعد توقف الخط إلى شارع جبن بالقرب من قرية دمت القديمة.

في ظل تطلع عام لتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص عمل وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.

فتح الطريق… كش..

إعادة فتح الطريق العام عدن – صنعاء، يُعد تطورا مهما على الصعيدين الإنساني والتجاري، إذ يُسهم في تخفيف المعاناة عن المواطنين، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن التفاوت الحاد في الظروف الاقتصادية بين مناطق الحكومة الشرعية وتلك الخاضعة للحوثيين.
فبينما يبحث المواطن عن السلعة الأرخص في ظل ظروف معيشية قاسية، تفتح الطرقات أبواباً جديدة للتنقل، والتجارة، وربما لإعادة رسم ملامح الاستقرار في مناطق متعطشة للحياة الطبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى