هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين تنظم ندوة عن التأثير الجيوسياسي للصراع الإيراني الإسرائيلي على الجنوب

نظمت هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين بالمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الخميس، في العاصمة عدن، ندوة سياسية بعنوان “ديناميات إعادة التوازن: التأثير الجيوسياسي للصراع الإيراني – الإسرائيلي وانعكاساته على المنطقة والجنوب”، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين في الشؤون السياسية والعسكرية.
وفي كلمة الافتتاح، أكد محمد الغيثي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أهمية هذه الندوة كمبادرة بحثية وسياسية تسلط الضوء على التحديات الجيوسياسية التي تواجه الجنوب، مشدداً على ضرورة بناء موقف وطني موحد للتعامل مع تداعيات الصراع، وتحقيق الأمن القومي الجنوبي ضمن إطار إقليمي متوازن.
من جانبه، أشار أنيس الشرفي، نائب رئيس هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين، إلى أن المنطقة تشهد مرحلة بالغة التعقيد على الصعيد الجيوسياسي، حيث أصبح الصراع الإيراني – الإسرائيلي عاملاً رئيسياً في تشكيل المشهد الإقليمي، لما له من ابعاد تتجاوز الجغرافيا لتطال الثروات والسيادة، مُهدداً بذلك أمن واستقرار الجنوب والمنطقة برمّتها.
وافتتحت الندوة بورقة عمل قدمها الباحث والمؤرخ نجمي عبدالمجيد، بعنوان “سلاح الردع النووي في الشرق الأوسط – تحليل الارتباط التاريخي”، تناول فيها العقيدة الأمنية الإسرائيلية القائمة على احتكار القوة النووية، ومسار تطوير الترسانة النووية الإسرائيلية، إلى جانب تحليل الدراسات الإسرائيلية المتعلقة بمخاطر المشروع النووي الإيراني على الأمن الإقليمي.
أما الورقة الثانية، فقدّمها المستشار العسكري لمحافظ حضرموت، الدكتور عمر عبيد البكري، حيث استعرض المتغيرات العسكرية في السياقين الإقليمي والدولي، مشيراً إلى تصاعد نفوذ القوى الكبرى وتحول المنطقة إلى ساحة صراع استراتيجي بين إيران وإسرائيل، لا سيما في الخليج العربي والبحر الأحمر، اللذين أصبحا مسرحين لنفوذ متنازع عليه.
وتناولت الورقة الثالثة، التي قدّمها محمود علي السالمي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عدن، ومدير مركز عدن للدراسات التاريخية، الأبعاد السياسية للصراع، وانعكاساته على المستويين المحلي والدولي، مؤكداً أن النزاع الإيراني – الإسرائيلي أحد أبرز عوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة، خصوصاً في الدول العربية التي تتقاطع مصالحها مع مجريات هذا الصراع.
وشهدت الندوة نقاشات ومداخلات نوعية تطرقت إلى فهم التحولات الجيوسياسية ووضع سياسات واقعية تتناسب مع طبيعة الصراع المتغير، في ظل تعاظم التدخلات الدولية والإقليمية.
وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، أبرزها الدعوة إلى توحيد القوات الجنوبية تحت مظلة وهدف وطني جامع، يضمن تنسيق الجهود العسكرية والأمنية لتحقيق تطلعات الجنوب في السيادة والاستقرار، باعتبارها العمود الفقري للمشروع الوطني الرامي إلى استعادة الدولة الجنوبية وبناء مؤسسات مستقلة على أساس احترافي وسيادي.
وأكدت التوصيات على أهمية تقديم العاصمة عدن كنموذج ناجح من خلال تعزيز الأمن والاستقرار السياسي، ومعالجة التحديات الاقتصادية، لتكون قدوة يُحتذى بها في بقية محافظات الجنوب.