اخبار محليةمقالات وكتاب

البخيتي : علي عبدالله صالح والإصلاح تأمروا على الجنوبيين منذ الوهلة الأولى للوحدة

قال السياسي والمنشق عن الحوثيين علي البخيتي ان علي عبدالله صالح والاخوان (الأصلاح) تأمروا على الجنوبيين منذ الوهلة الأولى للوحدة اليمنية التي اقيمن في عام تسعين .

وقال البخيتي في مقال مطول بعنوان (لماذا فك الارتباط هو الحل؟) “: صحيح أن اليمن توحدت سياسياً، وانتهى التشطير، لكن تلك المؤامرة على الوحدة نقلت التشطير الى مربع أعمق وأخطر وهو مربع القلوب، فوحدت الجغرافيا وقسمت الشعب”.

وتابع بالقول :-

منذ اللحظة الأولى للوحدة، تآمر الرئيس السابق صالح والإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) عليها، وخططوا للنيل من الشريك الجنوبي، ممثلاً في الحزب الاشتراكي وقتها، ليس بعد سنة أو سنتين من عمر الوحدة، ولا قبل حرب صيف 94م وغزوة عدن في 7/7 من ذلك العام، بالتحالف مع عبدربه منصور هادي وقوى جنوبية أخرى، بل من لحظات الوحدة وأيامها الأولى كما أسلفت، وحديثي هذا ليس مرسلاً، ولا نتيجة خلاف بيني وبين من ذكرت، بل إنه منقول من مذكرات المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر رئيس حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) في حينه، حيث ورد وبالحرف في مذكرات الشيخ الأحمر هذا النص: (وطلب الرئيس علي عبدالله صالح منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزبًا في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر، قال لنا: كونوا حزبًا يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر، إضافة إلى أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي، وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح في حين كان هناك فعلاً تنظيم وهو تنظيم الإخوان المسلمين الذي جعلناه كنواة داخلية في التجمع لديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية والتربية الفكرية”).
*
صحيح أن اليمن توحدت سياسياً، وانتهى التشطير، لكن تلك المؤامرة على الوحدة نقلت التشطير الى مربع أعمق وأخطر وهو مربع القلوب، فوحدت الجغرافيا وقسمت الشعب، فبعد سلسلة الاغتيالات التي طالت 149 قيادياً وكاتباً وصحفياً في الحزب الاشتراكي، ومن ثم تفجير حرب 94م، تحولت الوحدة الى أشبه بالاحتلال، حيث طبق صالح وعبدالله الأحمر والإخوان المسلمون (حزب الإصلاح) ما ورد في اتفاقهم السري المنشئ لحزب الإصلاح، والذي نص على أن يؤدي حزب الإصلاح دور المعارض لبعض النصوص الواردة في اتفاقية الوحدة ودستورها، وصالح سيدعمهم في الخفاء، وتطورت الحيلة الى أن انفجرت الحرب، وانقضوا على الحزب الاشتراكي والجيش الجنوبي السابق، متحالفين مع قوى جنوبية كانت في الشمال، مَثَلَهم عبدربه منصور هادي، حيث دخل عدن في نفس المدرعة التي دخلها علي محسن الأحمر، وتم على إثر ذلك تعيينه وزيراً للدفاع، ثم نائباً للرئيس مكافئة له على ذلك الدور.
*
حزب الإصلاح أنشئ لمهمة محددة، وهي الانقلاب على اتفاقية الوحدة ودستورها، والاستحواذ على الجنوب كجغرافيا بمعزل عن الانسان فيه وقواه الاجتماعية والسياسية، حزب الإصلاح والرئيس السابق صالح كانوا ولا يزالون الى اليوم ينظرون الى الجنوب كأرض بدون سكان، نفس نظرة الصهيونية العالمية لفلسطين، لذلك هو حزب وظيفي لديه وظيفة واحدة، ولا يزال يمارسها الى اليوم للأسف الشديد، وهي تمكين قوى الشمال من الجنوب، لا أتحدث عن قواعد وأتباع الحزب، فهم مجرد بيادق في رقعة الشطرنج، يتم تحريكهم دون وعي منهم، أتحدث عن قيادة الحزب المحنطة منذ عام تسعين حتى اللحظة، والتي خرجت من دهاليز وغرف جهاز الأمن الوطني التابع لصالح، وعلى رأسهم العقيد محمد اليدومي، الضابط المسؤول في حينه عن التحقيق مع اليساريين والناصريين وتعذيبهم، رئيس الإصلاح حالياً، تلك القيادة لم تتغير ولن تتغير، ولا تزال تمارس ذلك الدور، وان اختلفوا مع الرئيس السابق صالح، لكنهم مستمرون في تأدية دورهم، وهو السعي للاستحواذ على الجنوب وتمكين قوى الشمال منه.
*
من خلال ذلك النص في مذكرات الأحمر يتضح جلياً أن الوحدة عند القوى الشمالية التي كان بيدها السلطة في حينه عبارة عن مؤامرة وتذاكي لابتلاع الجنوب، وعندما عجزوا عن تحقيق ذلك عبر الأدوات الناعمة، الانتخابات، والأموال التي أغدقوها عقب الوحدة على نافذين جنوبيين، ومشايخ، وبعض العسكريين، لم يكن من خيار أمامهم الا تفجير الحرب في عمران في البداية ثم الزحف على الجنوب وصولاً للسيطرة عليه في 7/7 1994م.
*
أقولها وبوضوح: الوحدة كانت مؤامرة على الجنوب أكثر منها وحدة وطن، هذا ما كان يدور في خُلد صالح والأحمر واليدومي والزنداني والديلمي والإخوان المسلمين عموماً، ولن أسرد لكم هنا الفتاوى التي صدرت ضد الجنوبيين والجيش الجنوبي والحزب الاشتراكي، الى الدرجة التي أباح فيها الديلمي مثلاً قتل حتى النساء والأطفال والعجزة إذا تمترس بهم الجيش الجنوبي، باعتباره جيش يتبع ماركسيين كفرة، وباعتبار قتل الأطفال والنساء والعجزة في الجنوب مفسدة صغرى إذا ما قورنت بالمفسدة الكبرى وهي انتصار الماركسيين الكفرة (حد وصف الديلمي).
*
قبل عام تسعين كُنا شعب واحد في شطرين، والآن أصبحنا أشبه بشعبين في دولة واحدة، دولة واحدة على المستوى النظري، أما على الواقع فقد انتزع الجنوبيون أرضهم وعلى حدود عام 90م، وبقوة السلاح وبدعم من دول عربية، مستغلين انقلاب الحوثيين على السلطة وما أثاره من مخاوف لدى دول الإقليم.
*
ومن الجدير ذكره أن فرصاً مهمة توفرت لإصلاح وتصحيح مسار الوحدة، لكننا عجزنا عن توظيفها بشكل جيد، وكانت أهم تلك الفرص هي أحداث (ثورة) 11 فبراير 2011م وما أفرزته، قبل دخول بعض حلفاء 7/7 على خطها وسيطرتهم على قرار الساحات، وصولاً لتشكيل حكومة ما سمي وقتها بالوحدة الوطنية برئاسة باسندوة على المستوى النظري، لكن عملياً كان يرأسها القيادي الإخواني حميد الأحمر، عبر سالم بن طالب الذي فُرض تعيينه على باسندوة كمدير لمكتبه، تلك الحكومة لم تشترك فيها التيارات الجديدة، الحراك الجنوبي والحوثيين، بل أعادت لحمة عصابة 7/7 من جديد، واستمر اقصاء الجنوبيين بشكل أو بآخر، حتى في مؤتمر الحوار الوطني، حيث تآمر هادي والإخوان على القيادي الجنوبي الصلب محمد علي أحمد والشيخ أحمد الصريمة، اللذان كانا أبرز الممثلين للقوى الجنوبية الفاعلة، وقام هادي عبر أحمد بن مبارك بتفريخ ممثلين للجنوب لا يملكون وزناً ولا ثقلاً شعبياً، وقدموهم للمجتمع الدولي والسفراء الأجانب والعرب كممثلين للجنوب، بينما كان أغلبهم عاجزين حتى عن زيارة عدن بسبب السخط الشعبي ضدهم لقبولهم ذلك الدور.
*
كنت حاضراً في الحوار الوطني، وفي كل الحوارات والمفاوضات التي جرت بعد الحوار، والزيارات المكوكية الى صعدة لمستشاري الرئيس هادي وقادة الأحزاب للقاء عبدالملك الحوثي قبل دخوله صنعاء، لا أريد أن أسرد لكم الآن ما دار في تلك المرحلة، وكيف تم التآمر على القضية الجنوبية، فقد تناولت الكثير من ذلك في مقالات سابقة ستجدونها في مدونتي على النت، وسأسعى لتسجيل شهادة كاملة حول تلك الحقبة، لكن ما أود قولة الآن هو أن الكل تآمر على القضية الجنوبية، إما عن قصد، أو عن تقصير، أو عجز عن قول الحقيقة واتخاذ موقف، والمحصلة أن الجميع ساهم في ذبح الوحدة من الوريد الى الوريد.
*
وكشهادة للتاريخ أقول أن المسمار الأخير في نعش الوحدة اليمنية دقه (أنصار الله) الحوثيين، بعد دخولهم صنعاء وانقلابهم على السلطة، وتشكيلهم سلطة كهنوتية دينية سلالية رجعية، تنتمي في خطابها ووعيها وممارساتها للقرون الوسطى، أتذكر كيف خرج المواطنون في عدن والضالع الى الشوارع في 21 سبتمبر 2014م، وأطلقوا النار فرحاً بدخول الحوثيين الى معسكر الفرقة الأولى مدرع التابعة للواء علي محسن الأحمر، (وكنت أنا شخصياً احد الفرحين والمنظرين ورأس الحربة الإعلامية والسياسية لما قام به الحوثيين وقتها)، اعتقد الجنوبيون أنهم أمام حقبة تاريخية وسلطة جديدة في الشمال، ستتفاهم معهم على حل عادل للقضية الجنوبية، اما بتصحيح مسارها على أسس صحيحة ومقبولة في الجنوب، او عبر فك ارتباط آمن، بحسب ما أعلنه الحوثيون مراراً، لكنهم صدموا عندما رأوا الحوثيين يمارسون نفس الدور الذي مارسه الإخوان وصالح، وكرروا سيناريوا حرب 94م مع اختلاف بسيط في التفاصيل، لكن المضمون واحد، وهو إعادة احتلال الجنوب بقوة السلاح…. ولذلك تعمقت لدى الجنوبيين ضرورة فك الارتباط، لعدم ثقتهم بأي قوة سياسية شمالية، بعد تجارب مريرة، وباختصار يمكنني القول وأنا مطمئن أن من دمر الوحدة اليمنية وقضى على ذلك الحلم الجميل هم الثلاثي، (صالح، حلف الإخوان وهادي، الحوثيين)، ولا ننسى كذلك مسؤولية قيادة الحزب الاشتراكي السابقة، أيام الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، أو أيام الدكتور ياسين سعيد نعمان، لكنها مسؤولية تقصيرية لا مباشرة أو متعمدة (وهذا يحتاج لبحث مستقل قد يأتي وقته).
*
الآن ما هو الحل… يدرك الجنوبيون أنهم غير معنيين بالصراع الدائر في الشمال، وأن انتصار أياً من طرفي الحرب ليس في صالحهم، فان انتصر صالح والحوثيين وهذا مستبعد فانهم سيعيدون الكرة في الجنوب، وان انتصر هادي وشرعيته المدعومة من التحالف العربي بقيادية السعودية والمتحالفة مع الاخوان وعلي محسن وآل الأحمر وألويتهم التي في مأرب والجوف ونهم فسيتفرغون لاستعادة نفوذهم في الجنوب، متحالفين مع الألوية والوحدات التي تدين بالولاء لهادي، وسيتكرر سيناريو 94م، بشكل جديد، لكن المضمون واحد، ولهذا يدرك الجنوبيون أن الوقت الأنسب لترسيخ سيطرتهم على الجنوب وفرض خياراتهم السياسية هو في هذه المرحلة، حيث تدور رحى المعارك حول صنعاء، وليس غداً، بعد انتصار أحد طرفي الحرب، وان انتظروا حتى تنتهي معركة صنعاء، فهم كمن ينتظر حتى يُساق الى المذبح، ويدركون أن عليهم المسارعة الى تشكيل حامل سياسي، من مختلف القوى الفاعلة، يحظى بثقة دول الإقليم، ويعطي انطباع في أن له القدرة على السيطرة على الجنوب اذا ما تم اعلان فك الارتباط، عندها فقط سيجدون دعماً لقضيتهم ولإعلان دولتهم، أما استمرار الأوضاع بهذا الشكل المنفلت، وسيطرة مليشيات مسلحة على مربعات في الجنوب وبالأخص في عدن، وظهورها كالعصابات، وتفشي ظاهرة الإرهاب والحاضنة الشعبية له في بعض مناطق الجنوب، إضافة الى الممارسات التعسفية بحق الشماليين ومصادرة ونهب ممتلكاتهم المشروعة، يعزز الرأي القائل أن هذه الأطراف غير قادرة على بناء دولة في الجنوب، وهذا ما يدفع الأطراف الإقليمية والدولية الى رفض الاعتراف بالواقع الجديد في الجنوب.
*
أنا مع فك ارتباط آمن بين الشمال والجنوب، ويعم الاستقرار في كلا الشطرين، وتنتهي المؤامرات والمكايدات، ومع إعادة التلاحم بين اليمنيين في الشمال والجنوب كشعب عربي مسلم، أنا مع ان ننقل الوحدة من جديد الى القلوب والى المستوى الشعبي، ولا أريد وحدة سياسية على امتداد مساحة اليمن يسيطر عليها انتهازيين وقوى طفيلية غير قادرة على تمكين المواطنين الشماليين من حقوقهم في الجنوب، ومع انفصال يُتاح فيه للمواطنين في الشطرين التنقل والعمل وتبادل الزيارات واستمرار العلاقات الأسرية والاجتماعية والنسب والمصاهرة بحرية، مع أن نتعامل بواقعية مع الحقائق التي رسمها الدم الذي سُفك خلال العامين الماضيين، بدلاً من التغني بالشعارات الفارغة عن الوحدة أو الموت، التي لا تزال تعشعش حتى في عقول بعض النخبة في الشمال للأسف الشديد، وآخرهم وزير الثقافة السابق خالد الرويشان، الذي قال العبارة التي قصمت ظهر البعير –سنقاتل من أجل الوحدة- وتسببت في صدمة للكثير من نُخب الجنوب، ومع أنه حذف منشوره الا أنه لم يعتذر عما قاله، ولم يقول للجنوبيين بوضوح أن لهم الحق في تقرير المصير، وأن شعار (الوحدة أو الموت) من الماضي ولا يمكن أن نقاتل تحت رايته.
*
أعرف أن مبادرتي التي طرحتها وخلاصتها #فكالإرتباطهو_الحل، إذا اختار الجنوبيون ذلك، ومقالاتي التي سأكتبها تباعاً ستسبب لي الكثير من المتاعب، وسيسعى مطبخ الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) ومطبخ جلال هادي وكل القوى الانتهازية والطفيلية المستفيدة من هذا الوضع الشاذ، (وحدة صورة وانفصال على مستوى الواقع)، وستعمل تلك المطابخ على تشويهي وترويج الكثير من الافتراءات بحقي، ونشر مقالات أو مشاركات أو تصريحات مزورة بإسمي، لكني وبكل بساطة أدعوا الجميع لزيارة مدونتي، ففيها الكثير من المقالات التي تناولت فيها القضية الجنوبية منذ عام 2011م والى الآن، وكلها وبدون استثناء وبشكل قطعي خالية من عبارة (الوحدة أو الموت) أو عبارة الرويشان (سنقاتل من أجل الوحدة)، صحيح أني كنت حريصاً في تلك المقالات على الوحدة –ولا أزال- وأنظر لاستمرارها، لكني كنت أقول أن ذلك يجب أن يكون برغبة الجنوبيين، وقلت في تلك المقالات كذلك –وقبل سنوات من الآن- أنه اذا قرر الجنوبيون فك الارتباط فأنا مع خيارهم، وبإمكان المتابع الحصيف غير المتأثر بدعاية الاخوان ومطبخ جلال والباحث عن الحقيقة مراجعة كل مقالاتي عن القضية الجنوبية، والتمييز بين مواقفي السياسية من هادي وقوته الطفيلية من ناحية، وبين مواقفي من القضية الجنوبية من ناحية أخرى، فظهوري كالمحرض على هادي وسلطته لاعتبارات سياسية في مرحلة ما وفي الوقت الحالي لم يكن موجهاً على الاطلاق الى القضية الجنوبية، فهادي شيء والقضية الجنوبية شيء آخر تماماً.
*
ما سطرته أعلى هذا، والمبادرة التي أطلقتها، نتيجة إيمان عميق وإدراك أن فك الارتباط هو المدخل لحل الأزمة في اليمن، بحسب المعطيات المتوفرة الآن، والمخاوف والهواجس التي تعتريني من خطورة استمرار هذا الوضع الشاذ على وحدة الشمال، وعلى وحدة الجنوب كذلك، وبالأخص أن المنطقة برمتها يُعاد ترتيبها وتقسيمها على أسس طائفية، وبالتالي وبناء على ما سبق، فإن فك الارتباط في مصلحة الشمال والجنوب، ليلتفت كل منا الى بلده ليصلح أوضاعها، ويواجه المخاطر الداخلية والمشاريع القديمة، الطائفية والمناطقية، التي تواجه كل شطر، قبل أن تنتقل عدوى التشطير الى داخل الشمال وداخل الجنوب، ولن أطالب بعد اليوم بالوحدة، ولا حتى بتصحيح مسارها، الا إذا طالب الجنوبيين بذلك، فأي شمالي يتحدث عن الوحدة يتسبب بردة فعل عكسية متشنجة من الجنوبيين، وبالأخص الكتابات التي تتحدث عن الوحدة أو الموت، أو عبارة الرويشان (سنقاتل من أجل الوحدة)، ولهذا أنا وبصريح العبارة وأقولها علناً مع خيار فك الارتباط، كخيار أول، ومع تصحيح مسار الوحدة إذا طالبت به القوى الجنوبيون نفسها، لأنهم المعني الأول بالقضية الجنوبية، أتحدث عن القوى الجنوبية على الأرض، لا عن القوة الطفيلية التي تدعي تمثيل الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى