مقالات وكتاب

ودعا تاج الجنوب

خبر صادم ومؤلم على النفس أن يغادرنا في منفاه أحد الفرسان الأبطال..تاج الجنوب المرصع بقيم النضال المناضل الفذ الدكتور عبدالله احمد بن احمد النسري الذي لقي ربه في العاصمة البريطانية لندن صباح السبت الموافق 17/11/2023م.
جمعتنا في ثمانينات القرن الماضي القوات المسلحة، حيث كان أحد الضباط المشهود لهم بالنزاهة والأخلاق والإخلاص، وتزاملنا معاً في الدائرة السياسية، وتجاورنا في السكن، وكان من أقرب الأصدقاء إلى الروح والعقل حتى فرقت بيننا حرب احتلال الجنوب صيف 1994م..
ورغم تباعدنا ظلت تجمعنا المواقف الثابتة تجاه قضية شعبنا وحقه في استعادة هويته ودولته التي كان يتمنى أن يراها قبل رحيله. حيث ظل منافحاً صلباً لا يشق له غبار.. بل كان في صدارة صفوف النضال الوطني الجنوبي، منذ غادر عدن مكرهاً في حرب 94 المشؤمة، وكان من المؤسسين ورئيساً لحركة تاج كأول حركة سياسية لعبت دوراً كبيراً في استنهاض نضال شعبنا، وظل على ثبات مواقفه حتى آخر لحظة.
كان إنساناً ودوداً، خلوقاً، هادئ الطبع، صلب المواقف، ومثقفاً جمع بين التأهيل والممارسة التي صقلها في تجربة حياته العسكرية والسياسية، وصدرت له مؤلفات مكنها كتابه عن (تجربة البناء العسكري للقوات المسلحة في اليمن الديمقراطية)..وبعد فشل الوحدة اليمنية التي قتلتها حرب احتلال الجنوب ألف كتابه ( تجربة البناء العسكري للقوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومصيره أثناء الوحدة الفاشلة).. ومؤلفه ( الجنوب العربي ..وطن وهوية ووجود )وظلت كتاباته ومواقفه ملهمة للشارع الجنوبي واستنهاض وعي المقاومة للاحتلال الأول، ثم الغزو الثاني عام 2015م.
ولم يبارك الشراكة القائمة حاليا التي أقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي.. ولثقته في المجلس الانتقالي توقف عن ممارسة نشاطه السياسي، والسبب كما قال :” حتى لا اشوش على عمل الانتقالي قد يكون هم على الصواب وعلى حق وأنا أراه غير ذلك فإلى أن يترك الانتقالي مجلس القيادة اليمني وحكومة نظام الاحتلال اليمني وإلى أن يقدم الانتقالي في قيادة الجنوب والجنوبيين في مواصلة النضال و وضع اليد على الموارد وأجهزة السلطة الجنوبية ستجدوني في صفوفكم كما عرفتموني”..
رحمة الله تغشاك والجنة مثواك..
وتظل خالداً في أنصع صفحات تاريخ شعبنا الجنوبي الأبي ..
الأسيف:
د.علي صالح الخلاقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى