عربية ودولية

روبوتات وخرائط.. موسم الحج يدخل عصر التقنية

الخطوة تهدف إلى مواكبة التحولات الرقمية الذكية وتعزيز التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لإثراء تجربة حجاج بيت الله الحرام إيمانيا.

يشهد موسم الحج تحولًا رقميًا لافتًا، من خلال روبوتات للإفتاء وأخرى لتوزيع عبوات مياه زمزم دون تدخل بشري، إلى جانب تقنيات ذكية متعددة لتنظيم الحشود في المسجد الحرام، مثل خدمات الإفتاء بالترجمة الفورية، ومكانس التطهير الذكية.

المدينة المنورة – أعلنت السعودية، تدشين روبوت للفتوى بالذكاء الاصطناعي، واستحداث تقنيات لرصد وتنظيم الحشود بالمسجد الحرام، فيما بدأ الحجاج بالتوافد على “ميقات ذي الحليفة” استعدادا لموسم الحج. ويبدأ موسم الحج في الثامن من ذي الحجة 1446 هجرية، المتوقع فلكيا أن يوافق 4 يونيو المقبل ميلاديا، على أن يستمر أداء المناسك حتى 13 ذي الحجة (9 يونيو 2025). وأفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”، بأن رئاسة الشؤون الدينية بالمسجدين الحرام والنبوي دشنت “روبوت منارة الحرمين”، لإجابة السائلين في المسجد الحرام بنسخته الثانية.

وقالت إن هذه الخطوة تهدف إلى مواكبة التحولات الرقمية الذكية، وتعزيز التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، لإثراء تجربة حجاج بيت الله الحرام إيمانيًا. وجرى تصميم الروبوت خصيصا لرئاسة الشؤون الدينية، ليكون مرجعًا ذكيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات الشرعية.

ويقدم الروبوت الإجابات من خلال قاعدة بيانات محوكمة متكاملة، مع خدمة التواصل المباشر مع المفتين عبر مكالمة فيديو، إذا لم يكن السؤال مخزنًا مسبقًا. وتم تحديثه بتصميم مستوحى من الزخارف الإسلامية، التي تعكس روح وجمال العمارة الإسلامية الثرية في الحرمين الشريفين.

وأفادت (واس) أيضا بأن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجدين الحرام والنبوي تستخدم تقنية متطورة خلال موسم حج هذا العام .وأوضحت أنها تعتمد على حساسات أرضية وقارئات للمداخل لإدارة ورصد الحشود على أرضية المداخل والمخارج الرئيسة للمسجد الحرام، لرفع الكفاءة التشغيلية عبر متابعة التدفقات وتحسين إدارتها.

وتلك التقنية المتقدمة تعمل من خلال كاميرات ذكية متطورة تستشعر حركة الدخول والخروج، ما يتيح مراقبة فورية لتدفقات ضيوف الرحمن، وتحديد نقاط الازدحام بدقة أكبر، حسب الوكالة. وتهدف إلى تحسين خطط التفويج وتوزيع الحشود داخل المسجد، لاسيما في أدوار المطاف والمسعى؛ ما يساعد على تنظيم الحركة وتعزيز سلامة الزوار، خاصة خلال أوقات الذروة.

والسنة الماضية تم نشر العديد من الروبوتات الذكية داخل الحرم وفي المناطق المحيطة به، منها روبوتات أيضا لتقديم خدمات الإفتاء بالترجمة الفورية بـ11 لغة عالمية للرد على الاستفسارات الشرعية، وذلك عبر الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، لتوجيه حركة الحجاج ومنع التكدس في مناطق معينة، مما يقلل المخاطر. واستحدثت وكالة الخدمات والشؤون الميدانية ما أطلقت عليه اسم “مكانس التطهير الذكية”، التي تعمل بشكل يدوي وإلكتروني، عن طريق التطبيق الذكي الخاص بها والمزود بتقنية خرائط الذكاء الاصطناعي.

كما تم توفير روبوتات ذكية لتوزيع عبوات مياه زمزم، كما تم إطلاق ميزة لتمكين الحجاج من الحصول على عبوات ماء زمزم في مساكنهم مجانا، دون تدخل بشري، حيث دُشن الجهاز الذي أطلقت عليه “بشرى زمزم” في 10 مواقع للخدمة في مساكن الحجاج بمكة المكرمة.

كما تتواجد روبوتات تابعة لوزارة الصحة لتقديم الإرشادات الصحية والإجابة على كافة الأسئلة، فضلا عن الطبيب الآلي، حيث تم تجهيز العديد من الربوتات من أجل توفير الخدمة الطبية للحجاج، حيث يمكن للروبوت توجيه إرشادات طبية وفهم الحالة وفي الحالات المستعصية سيتم تحويله للطبيب مباشرة مع شرح الأعراض.

وتوافد حجاج من جنسيات عدة، إلى ميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة (غرب)، قبل الانتقال إلى أرض المناسك بمكة المكرمة، ضمن الاستعدادات لأداء مناسك الحج وارتداء ملابس الإحرام. و”ذو الحليفة”، حسب الوكالة، أحد المواقيت المكانية التي يُحرِم منها الحجاج القادمون من جهة المدينة المنورة أثناء مرورهم بالميقات، ويستعدون فيه لأداء المناسك بالاغتسال وارتداء ملابس الإحرام وعقد نية الدخول في النُسُك.

ويشكّل هذا الميقات أول المحطات التي يسلكها الحجاج في طريقهم من المدينة المنورة إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة بمكة المكرمة؛ لأداء فريضة الحج. وترافقهم جهود إرشادية وخدمات تنظيمية تبذلها اللجان الميدانية الممثلة لمختلف الجهات الحكومية؛ لتيسير “انتقال حافلات نقل الحجاج برًا، بيُسر وأمان،”

ويُعد “ميقات ذي الحليفة” من أبرز المواقع التاريخية بالمدينة المنورة، كونه أحد المواقيت التي حددها الرسول – عليه الصلاة والسلام – لأهل المدينة والمحرمين من غير أهلها المارين بها، ويقع على الجانب الغربي لوادي العقيق، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة 14 كيلومترًا. وبلغ عدد الحجاج في العام السابق (1445هـ/ 2024) مليونا و833 ألفا و164 حاجا وحاجة، بينهم 221 ألفا و854 من داخل المملكة، والبقية من أكثر من 200 دولة، حسب وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة منتصف يونيو 2024.

مقالات ذات صلة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى