عربية ودولية

ولي العهد السعودي لبوتين وزيلينسكي: مستعدون للوساطة

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الخميس، إن المملكة العربية السعودية مستعدة للقيام بدور الوساطة بين أطراف الأزمة في أوكرانيا.

جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين تلقاهما الأمير محمد بن سلمان من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني
فلاديمير زيلينسكي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية ”واس“.

وقالت الوكالة إن الأمير محمد بن سلمان، أوضح خلال الاتصال مع بوتين، ”موقف المملكة المعلن ودعمها للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها، ويحقق الأمن والاستقرار“.

كما أشار ولي العهد السعودي إلى أن المملكة ”على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف في الأزمة الأوكرانية“.

وفي الاتصال الآخر الذي تلقاه الأمير محمد بن سلمان من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، جدد ولي العهد السعودي تأكيده ”دعم المملكة لكل ما يسهم في خفض حدة تصعيد الأزمة، واستعدادها لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف، ودعمها لكافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيا“.

وأشار إلى أن المملكة ”ومن منطلق اعتبارات إنسانية ستمدد تأشيرات الزائرين والسياح والمقيمين الأوكرانيين في المملكة التي ستنتهي خلال هذه الفترة لثلاثة أشهر قابلة للتمديد“، مشددا على أن ”حكومة المملكة حريصة على راحتهم وسلامتهم“.

واتسم الموقف الخليجي عموما منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بعدم الانحياز لأي طرف. وفي وقت سابق، قال خبراء في شؤون الشرق الأوسط، إن إحجام دول الخليج عن إدانة روسيا أو تأييد الغرب، أمر يمكن تفهمه بالنظر إلى العلاقات المتنامية مع موسكو في عدة مجالات.

وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية علق على هذا الموقف الخليجي، في حوار مع ”إرم نيوز“.

وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرغ، إن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي.

وكان ويربيرغ يرد على سؤال حول مدى تفهم الولايات المتحدة للموقف الخليجي المتمثل بعدم الانحياز لأي طرف حاليا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، في ظل الوجود الروسي ودوره في المنطقة، وسط تراجع الوجود الأمريكي في المقابل.

وأوضح ويربيرغ أنه لا يتوقع أن تتفق وجهات نظر هذه الدول دائما مع وجهة نظر واشنطن في كل الأمور.

وتزامن هذا التحرك الدبلوماسي السعودي مع نشر مقابلة لولي العهد السعودي مع مجلة ”ذي أتلانتيك“.

وقال الأمير محمد بن سلمان ردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسيء فهمه، إنه ”ببساطة لا يهتم“.

وأضاف أن الأمر يرجع لبايدن ”في التفكير بمصالح أمريكا“، مضيفًا أنه ينبغي للبلدين ألا يتدخلا في الشؤون الداخلية لبعضهما“.

أسواق الطاقة

وفيما يتعلق بتأثير أزمة أوكرانيا على أسواق الطاقة، جدد ولي العهد خلال الاتصال مع الرئيس الروسي، ”حرص المملكة على المحافظة على توازن أسواق البترول واستقرارها“، منوها بدور اتفاق أوبك بلس في ذلك وأهمية المحافظة عليه.

في غضون ذلك، نقلت وكالة ”تاس“ للأنباء عن الكرملين قوله، يوم الخميس، إن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن ”تسييس إمدادات الطاقة العالمية أمر غير مقبول“.

ونقلت وكالات أنباء عن الكرملين قوله إن بوتين والأمير محمد ناقشا العقوبات الغربية، واتفقا على أن يواصل البلدان تنسيق جهودهما في إطار اتفاق ”أوبك+“.

وفي سياق متصل، قال المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، يوم الخميس، إن قرارات الدول المنتجة للنفط في أوبك+ ”مخيبة للآمال“، مؤكدا أن لديها مخزونات كافية لاتخاذ إجراءات إضافية في سوق النفط حيث ترتفع الأسعار.

وقرر أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤهم (أوبك+)، الأربعاء، مواصلة نهجهم في زيادة الإنتاج بشكل طفيف رغم ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد بسبب الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف بشأن المعروض.

وأوضح فاتح بيرول خلال مؤتمر صحافي: ”لدينا احتياطات أكثر من كافية للتدخل في السوق إذا لزم ذلك“، في حين أفرجت الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة عن 60 مليون برميل من مخزوناتها للطوارئ.

وأضاف بيرول: ”هذه البراميل تمثل 4% فقط من مخزوننا“، مؤكدا أن الإجراء المعلن الثلاثاء كان ”مبدئيا“.

ومع الحرب في أوكرانيا، لم تكن هذه الإجراءات التي اتخذتها الوكالة الدولية للطاقة كافية لكبح الارتفاع في أسعار النفط الخام.

فقد ارتفعت أسعار النفط، الخميس، مجددا، مع تجاوز سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 115 دولارا، وهو رقم قياسي منذ العام 2008، في حين لامس برميل خام برنت 120 دولارا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى