ريال واحد ياحكومة

# ريال واحد يا حكومة
– فتحت عيوني وزوجتي تهزني، بهررت وقالت: “هات حق المدارس”، فركت جفني لأستوعب الصدمة، فمازلت لم ألتقط أنفاسي من مصاريف العيد.
– كلموا معالي رئيس الحكومة أن يشحذ هممهم، فهناك أزمة موسمية أخرى تنتظرهم، وهي على وشك الانفجار في وجوههم.
– السنة الدراسية الجديدة على الأبواب، ومازلنا لا نعلم مصير إضراب المعلمين، ولا موقف السلطة من مطالبهم.
– منذ سنوات وهم “يكلفتوا” العملية التعليمية في عدن، والسيناريو نفسه يتكرر كل سنة بحذافيره!.
– تبدأ الدراسة، وبعد أسبوعين يلوحون بالإضراب، ثم يصعدون، وفي منتصف الفصل الأول تغلق المدارس الحكومية، وفي نهاية السنة يجمعون ويضربون ويضعون كشوف الدرجات، وكل التلاميذ ناجحون وينتقلون إلى المرحلة التالية، وكراريسهم جديدة، ورؤوسهم “زيرو”!.
– الخطة والمقرر يرميان في سلة الزبالة، ويجزعوا السنة في نصف فصل، ويمتحن الطلاب في أربعة دروس فقط!
– لا ندري من أين أتوا بـ”العكبري”، وسلموه عقول الأجيال ومستقبل الأمة؟!.
– أهانوا مربي الأجيال، ومرة يكرموهم بسلة، ومرة بسجادة!.
– يرفضون تحسين دخل المعلم، يستكثرون عليه علاوة، بينما في لحظة، وبجرة قلم فاسدة اعتمدوا مليار ريال لصاحبة ” القرص الروتي و برتن الفاصوليا”!.
– أغلقوا المدارس الحكومية، وبسطوا على مساحاتها ومتنفساتها وملاعبها، وألغوا طابور الصباح.
– وتعاملوا مع الأزمة كفرصة استثمارية، وعلى أنقاض التعليم الحكومي ازدهرت مدارسهم الخاصة.
– فساد التعليم زلزلة تضرب جذور الأمة، وكابوس يهدم بيوت العز والشرف، فالسياسة المدمرة جعلت الامتحانات مهزلة، وفوضى كبيرة.
– يا سالم، تركتهم ثقيلة، وفاسدة، ونعتقد أن الحل يبدأ بتغيير “العكبري”، ثم تؤسسوا صندوقاً باسم “المعلم”، وتستقطعوا ريالاً عن كل لتر بترول، ومثله من الديزل والغاز وغيرها.
– ريال واحد بس يا سالم، قد ينهي الأزمة، ويستعيد هيبة المعلم، وقيمة هذه المهنة العظيمة، ويوقف إبادة التعليم الحكومي، ويصون أجيال وعقول الأمة.
-ياسر محمد الأعسم /عدن 2025/6/25