عربية ودولية

ماذا بعد “لقاء موسكو” بين سوريا وتركيا؟

 

مابعات/**

طرأ اختراق كبير في العلاقات السورية التركية، بانعقاد أول لقاء رسمي رفيع المستوى بين الدولتين منذ 11 عامًا، فيما يرى محللون سياسيون أن الاجتماع ستتبعه اجتماعات مقبلة تمهيدًا للقمة الرئاسية المرتقبة، تزامنًا مع تلويح تركي بعملية عسكرية وشيكة ضد القوات الكردية شمال سوريا.

وتثار تساؤلات حول ما يمكن أن يفضي إليه “لقاء موسكو” في المرحلة المقبلة، في ظل عدم وضوح فحوى النقاشات التي تمت في اللقاء، وكيف سيتم حل القضايا الإشكالية المعقدة بين سوريا وتركيا، وما هو الرد المتوقع من الأكراد “الخائفين” من مخرجات الاجتماع.

والتقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان بوزير الدفاع السوري علي محمود عباس ورئيس المخابرات علي مملوك في موسكو، إلى جانب وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بعد سنوات القطيعة بين دمشق وأنقرة.

تركيا لديها مخاوف أمنية على حدودها، ولكن عليها سحب قواتها من كافة المناطق التي احتلتها، ولابد من إنهاء وجود ميليشيات قسد الانفصالية التي تدعمها أمريكا.
د. بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في سوريا
د. بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في سوريا
د. بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في سوريا

واعتبر الدكتور بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في سوريا، “لقاء وزراء الدفاع في موسكو حدثًا مهمًا، ورفعًا لمستوى اللقاءات الأمنية بعد اجتماعات سابقة بين قادة المخابرات”، موضحًا أن “اللقاء سيضيّق المشروع الأمريكي في شمال شرق سوريا”.

وأكد أبو عبد الله، لـ”إرم نيوز”، أن “اللقاء وضع أجندة للعمل بين الأطراف الثلاثة للمرحلة المقبلة، خاصة أن تركيا تستعد لشن عملية عسكرية برية في شمال سوريا، تزامنا مع مقترح روسي لعقد لقاء لبحث التنسيق الأمني الميداني وتفاصيل العملية، وهذا اللقاء مهم لبحث الترتيبات الأمنية”.

وأضاف: “تركيا لديها مخاوف أمنية على حدودها، ولكن عليها سحب قواتها من كافة المناطق التي احتلتها، ولابد من إنهاء وجود ميليشيات قسد الانفصالية التي تدعمها أمريكا، بشكل تدريجي، وستتوضح هذه النقاط أكثر في اجتماعات تفصيلية أخرى بين وزيري خارجية سوريا وتركيا تمهيدا للقمة الرئاسية المرتقبة”.

انتهت مرحلة القطيعة بين سوريا وتركيا، الدولتين اللتين تحتاج كل منهما للأخرى بالقدر نفسه.
موسى أوزوغورلو، محلل سياسي تركي
موسى أوزوغورلو، محلل سياسي تركي
موسى أوزوغورلو، محلل سياسي تركي

فيما أشار المحلل السياسي التركي موسى أوزوغورلو، إلى أهمية الملف الكردي في لقاء موسكو، مؤكدًا أن “تركيا تنظر للميليشيات الكردية كخطر كبير يهدد أمنها ووجودها، ولا تقبل الدعم الأمريكي لها”.

وأوضح أن “أنقرة حذرت مرارا من شن عمليات عسكرية إذا لم ينسحب الأكراد من مناطق آمنة حددتها أنقرة سابقا في شمال شرق سوريا، ولابد من معرفة خطورة استمرار علاقة قسد مع واشنطن، وهذا ما تجمع عليه كل أطراف اللقاء”.

وأضاف أوزوغورلو، لـ”إرم نيوز”: “انتهت مرحلة القطيعة بين البلدين، اللذين يحتاج كل منهما الآخر بالقدر نفسه، وتركيا تسعى لتطبيع علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، وحل مشكلة اللاجئين السوريين بإعادتهم إلى بلدهم، ما يعني فتح الحدود بين الجارين وتحسين الوضع الاقتصادي، وتمكين الرئيس السوري بشار الأسد وتقويته أكثر كرئيس شرعي في العالم”.

نطلب بشكل رسمي من روسيا الاتحادية والنظام السوري كشف فحوى هذه اللقاءات الأمنية والعسكرية، وألّا يتم الاتفاق على حساب المصلحة الوطنية السورية.
بدران جيا كرد، مسؤول كردي في الإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا
بدران جيا كرد، مسؤول كردي في الإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا
بدران جيا كرد، مسؤول كردي في الإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا

وبدوره، قال بدران جيا كرد، وهو مسؤول كردي في الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، إن “اللقاء يأتي في سياق الحفاظ على المصالح الروسية التركية أكثر من السورية، وهي محاولات وجهود لترسيخ أقدام الرئيس التركي وحزبه في السلطة عشية الانتخابات المقبلة، والأخير سيستخدم كافة أوراقه في سبيل ذلك، وهذه اللقاءات ستتطور لمرحلة جديدة من الصفقات والخطط المعادية لمصالح السوريين وضرب مكتسبات شعبنا”.

وأضاف جيا كرد، وهو “الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية” في الإدارة الذاتية، لـ”إرم نيوز”، أن “المرحلة القادمة ستكون متوترة أكثر نتيجة هذه التفاهمات التي ستدفع بالمنطقة نحو المزيد من التصعيد والتوتر، ما يعني انتعاش المجموعات الإرهابية المتطرفة في شمال شرق سوريا والعالم كله”.

وتابع: “نطلب بشكل رسمي من روسيا الاتحادية والنظام السوري كشف فحوى هذه اللقاءات الأمنية والعسكرية، وألّا يتم الاتفاق على حساب المصلحة الوطنية السورية، حتى لا تصطدم كل تلك التفاهمات بموقف وإرادة السوريين”.

القوى الجيوسياسية لها الدور الأكبر، حيث تود أنقرة وموسكو ودمشق انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، فيما يفكر أردوغان بالانتخابات الرئاسية العام المقبل.
جيفري ميللر، محلل سياسي أوروبي
جيفري ميللر، محلل سياسي أوروبي
جيفري ميللر، محلل سياسي أوروبي

فيما قال المحلل السياسي الأوروبي جيفري ميللر، إن “عام 2022 كان حافلًا بالمفاجآت، وربما تكون المحادثات في موسكو هي الأخيرة، وسط تشاؤم عالمي، فمن الجيد دائمًا اللجوء للحوار الذي يمثل اختراقًا كبيرًا للعلاقات بين سوريا وتركيا، لكننا سنحتاج إلى انتظار التفاصيل”.

وتساءل ميللر، عبر “إرم نيوز”: “هل ستقدم تركيا بالفعل أي تنازلات محددة على الأرض كما هو الحال مع العديد من القضايا هذا العام؟.. ربما كان للحرب في أوكرانيا تأثير، حيث أصبحت موسكو الآن أكثر اعتمادًا على أنقرة وربما يكون بوتين مارس المزيد من الضغط على الرئيس السوري الأسد للجلوس إلى طاولة المفاوضات”.

ويؤكد أن “القوى الجيوسياسية لها الدور الأكبر، حيث تود أنقرة وموسكو ودمشق انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، فيما يفكر أردوغان بالانتخابات الرئاسية العام المقبل، وربما يعتبر أن إستراتيجية التطبيع ستكون مفيدة له”.

**  ارم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى