مقالات وكتاب

هل على المجلس الانتقالي اختيار علم آخر يمثله غير عَلم دولة الجنوب؟!

ما سوف أسايفه في هذا المقال هو ربط لما قد شرحته سابقا. بأن علم الدولة يعد رمز وطني وأصل من أصولها. مثله مثل الدستور والهوية. ويعد التظهير الرسمي والهويات لها. لذا نجده مثلا أيقونه أمام المفتاح الدولي لخطوط الاتصال.
وعطفا على العنوان اعلاه والسياق:
لم يحدث أن أنكر العلم الجنوبي ونبذ وأهين. كما حدث له مؤخرا. معلوم أنه منذ قوضت دولته من قبل الشمال الشقيق بعد حرب 94 الظالمة. والعلم الجنوبي يثير احتداد المشاعر حيال ظهوره وعودة رفعه في الساحات والشوارع وفوق المباني. وتعاظم رمزيته! احتداد توزع بين حقد صالح والنظام في الشمال ورعبهم من انبعاثه. وحنين الجنوبيون إلى مجده واستعصامهم برمزيته. ورغم ما سبق ذكره من حقد صالح ونظامه. لم تجروء أجهزتهم بكل عسفها على القول علنا بأنها ستدوس عليه!!
مما يفرض ضرورة عدم التغاضي عن الإجابة عن السؤال: لماذا تجرأوا عليه الآن؟
تجرأوا على اعلان “دعسه” ومنع رفعه! في الوقت الذي ما زالت دماء الاف الشهداء الجنوبيين عالقة بألوانه لم تجف بعد! الاف رافقهم كفنا إلى مثاويهم. دفاع عن الجنوب. وعن قيادات الشمال من أجل أن يعيدهم إلى حكمهم ويعيد نظامهم الضال!
الشمال الذي تقاسم الزحف مؤخرا نحو الجنوب مرة ليغزوه! ومرة ليحتمي به ويطلب ان يقاتل الجنوبيين ويقتلوا دفاعا عنه!
في مفارقة صارخة عز إن تحدث إلا للجنوبيين!
ولمقاربة ما وصل اليه حال العلم الجنوب وتفسير ما حدث من خلط بين رمزيته. واستخدامات الممارس السياسي للعلم.
وحتى لا يلحق بعلم الدولة مساس أو اشتباه أو التباس عادة يرافق تقلبات المشهد السياسي. فقد تنبهت قواعد بناء الدول الحديثة للفصل بين عَلم الممارس السياسي ، وعَلم الدولة الوطنية.
تتفق في ذلك كل الدول سوى ديموقراطية أو شمولية.
فجمهورية الصين الشعبية المحكومة بحزب واحد. مثال هو الحزب الشيوعي. يتخذ لشعار الحزب علم مختلف عن علم الدولة الصينية. وكذلك الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية. التي يتبادل الحزبان الأكبر حكمها كل منهما له علمه وشعاره.
ولماذا نذهب بعيدا ولدينا مثال من لحم الجنوب ودمه. مثال حي لصيق بتاريخه دولته. جسده الحزب الاشتراكي وقد كان حاكما أوحد للجنوب. ومعظم رعيله تناسلوا عن الجبهة القومية(مثلما الانتقالي تناسلت معظم قياداته من الحراك) والجبهة هي من رسمنت راية الدولة الجنوبية واعتمدتها بعد الاستقلال. ثم لا حقا بعد بضع سنوات تشكل الحزب وتولى منفردا الحكم. غير أنه لم يمسس شكل العلم أو يغيره.. وفي نفس الوقت لم يماه شخصيته الاعتبارية ويذيبها في الحزب. أو يسطو على رمزيته ليلحقها بالحزب ويستثمرها. وكان رغم تاريخ تهوره. مدركا الفرق بين شخصيته الاعتبارية ككيان سياسي وشخصية الدولة ككيان وطني.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى