قام وزير الدفاع، الفريق الركن الدكتور محسن الداعري، صباح اليوم، بزيارة تفقدية إلى جبهة ومحور الضالع القتالي والمنطقة العسكرية الثامنة، في إطار برنامج الجولات الميدانية التي ينفذها سيادته لتعزيز التواصل مع القيادات العسكرية في الجبهات المتقدمة وإسناد المرابطين في مواقع الشرف والبطولة. وتمثل هذه الزيارة محطة بارزة تأتي في توقيت بالغ الحساسية على مستوى التحديات الراهنة ومسرح العمليات، بما يعكس اهتمام القيادة العسكرية العليا بتثبيت مسار المواجهة ضد المليشيات الحوثية وتقييم الجاهزية القتالية.
وقد رافقه في هذه الزيارة وفد عسكري رفيع المستوى ضم اللواء الركن فضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، واللواء الركن محمد صالح الشاعري قائد الشرطة العسكرية، والعميد الخضر مزمبر مدير دائرة شؤون الأفراد بوزارة الدفاع، والعميد علي محمد الكود مدير دائرة الإمداد والتموين، بما يبرز حجم وأهمية هذه الزيارة من حيث مستوى الحضور والمهام ذات الصلة بدعم الجبهة وتقييم قدراتها.
ولدى وصول الوزير إلى الضالع، كان في استقباله اللواء الركن مظلي هادي العولقي قائد المنطقة العسكرية الثامنة ومحور الضالع العملياتي واللواء 30 مدرع، وقائد العمليات المشتركة لمحور الضالع، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة العميد عبدالله مهدي، إلى جانب عدد من قيادات الوحدات العسكرية في الجبهة والمحور، وقيادات أمنية وعسكرية وشخصيات من السلطة المحلية والمجلس الانتقالي في المحافظة. وقد عكس الاستقبال الجماعي للوفد الرسمي طبيعة اللحظة الاستثنائية التي تمثلها هذه الزيارة.
وخلال برنامج الزيارة، عقد معالي وزير الدفاع اجتماعًا موسعًا بقيادات الجبهة والمحور، استعرض خلاله الحضور مجمل التطورات العسكرية والميدانية، وأبرز مستجدات مسرح العمليات في مختلف القطاعات الدفاعية والهجومية. وقد أعرب معالي وزير الدفاع عن بالغ تقديره لمستوى الصمود والثبات الذي تتحلى به القوات المرابطة في هذه الجبهة، مشيدًا بدورها الريادي في كسر شوكة المليشيا الحوثية منذ بداية المواجهات، وقطع يد المشروع الإيراني الذي يسعى لزعزعة أمن البلد والمنطقة. وقال معاليه إن الضالع كانت السباقة في مواجهة هذا المشروع وصده بشجاعة وإرادة لا تلين، لافتًا إلى أن تضحيات أبنائها صنعت مجدًا وطنيًا يفتخر به كل أبناء الوطن.
كما ثمن معالي الوزير مستوى الانضباط والتنظيم في إدارة العمليات العسكرية بجبهة الضالع، وما تتمتع به القوات من جاهزية قتالية، وروح معنوية عالية، مؤكدًا أن هذه المعطيات تجسد روح الإيمان بالقضية الوطنية، والرغبة الصادقة في حماية أرض الوطن وصون مكتسباته. وأشاد معاليه بالتنسيق العالي بين مختلف الوحدات العسكرية والقيادات الميدانية، الأمر الذي انعكس إيجابًا على مسار العمليات وتحقيق الانتصارات النوعية في القطاعات القتالية.
وتوجه الوزير خلال اللقاء بالشكر والتقدير لقوات التحالف العربي على مواقفها المشرفة إلى جانب القوات المسلحة في الجبهات، ودورها الحيوي في تعظيم القدرة القتالية عبر الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والإنساني، كما أثنى على الانسجام العملياتي والتشاركية التي تنتهجها القوات المسلحة والتحالف العربي في إطار مواجهة المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
وفي كلمة ترحيبية عبر خلالها عن سعادته بهذه الزيارة، أكد العميد عبدالله مهدي أن حضور معالي الوزير يمثل رافدًا معنويًا كبيرًا للمقاتلين في الجبهة، ودفعة قوية لتثبيت الإرادة القتالية لدى المرابطين في خطوط التماس. كما استعرض آخر المستجدات في مسرح العمليات، مبينًا حجم التحديات التي تواجه القوات المرابطة، ومستوى الجاهزية والانضباط الذي تتميز به وحدات الجبهة في مختلف القطاعات القتالية.
من جهته، عبر اللواء الركن مظلي هادي العولقي عن بالغ امتنانه لزيارة معالي وزير الدفاع والوفد المرافق، واصفًا الزيارة بأنها ناجحة ومؤثرة، لا سيما أنها تأتي في ظرف استثنائي يتطلب تكثيف الجهود وتعزيز حالة التأهب العملياتي. كما قدم العولقي شرحًا مستفيضًا حول سير العمليات العسكرية، موضحًا تموضع العدو وإمكاناته، فضلاً عن استعراض الجهود المبذولة لإنشاء المنطقة العسكرية الثامنة بما يخدم تعزيز الأداء القتالي في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وعقب الاجتماع، قام معالي وزير الدفاع، والفريق المرافق له، بالنزول الميداني إلى الخطوط الأمامية للجبهة؛ حيث وقف على سير الأعمال القتالية والتمركز الدفاعي والهجومي للقوات في مواقع المواجهة المباشرة. وفي جولته الميدانية، نقل الوزير تحايا واهتمام القيادة السياسية والعسكرية العليا إلى المرابطين، مشيدًا بما يجسدونه من صمود أسطوري وتضحيات متواصلة في مواجهة المليشيا الحوثية، وما يسطرونه من ملاحم بطولية دفاعًا عن الأرض والعرض والدين والوطن.
واختتم معالي وزير الدفاع برنامج زيارته بتقديم واجب العزاء لأسرة الفريق الركن علي قايد صالح مشرح، أحد أبرز القادة الوطنيين الذين أفنوا حياتهم في خدمة القوات المسلحة والدفاع عن الوطن، معبرًا عن بالغ حزنه لرحيل هذه القامة الوطنية التي تركت بصمة خالدة في مسيرة النضال العسكري. وأكد أن فقدان هذه الشخصية يمثل خسارة فادحة للوطن وللمؤسسة العسكرية، نظرًا لما تميز به من إخلاص وقيادة حكيمة وتجربة واسعة في الميدان.
وتأتي هذه الزيارة في أطار برنامج الزيارات الميدانية التي يجريها معالي وزير الدفاع الدكتور محسن الداعري للمحاور العسكرية والجبهات المشتعلة، والتي تأتي أيضًا في سياق حرص قيادة وزارة الدفاع على تعزيز التواصل مع الجبهات، وتقييم متطلبات مسرح العمليات، وتثبيت الروح القتالية لدى المرابطين، وتعميق التكامل بين القيادات العسكرية في الإدارات العليا والميدانية، في سبيل مواصلة المعركة العروبية التي تتمثل في دحر والقضاء على المشروع الإيراني الحوثي في المنطقة.
#المركز_الإعلامي_لجبهة_ومحور_الضالع
