مقالات وكتاب

آراء وملاحظات سريعة على قرار الإنتقالي

 

 صالح شائف

 

أولاً – لاشك بأن القرار الذي أتخذته قيادة المجلس الإنتقالي بشأن الإدارة الذاتية للجنوب؛ قد كان خطوة حاسمه مهمة وبالإتجاه الصحيح؛ ومبرراً بالنظر لما وصلت إليه الأوضاع من سؤ وتدهور غير مسبوق في حياة الناس وعلى كل المستويات وأصبحت حياتهم جحيماً لا يُطاق؛ وكذلك بسبب عدم تنفيذ إتفاق الرياض الموقع بين الإنتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً؛ وعدم إلتزامها بالتنفيذ؛ بل وإتخادها خطوات معاكسة له تماماً  !!

 

ثانياً – غير أن الأهم من إتخاذ هذه الخطوة من جانب المجلس الإنتقالي هو قدرته على تنفيذ خطته الموضوعة بشأن ذلك؛ والتي نأمل أن تكون قد تمت في ضوء دراسته المعمقة والشاملة ومن كل الجوانب والأبعاد؛ ولطبيعة الإجراءات التي ستتخذ وماهي الحلول والبدائل المطلوبة في حال واجهتها الحكومة بإجراءات مضادة تعيق التنفيذ؛ وهو أمر متوقع جداً منها ولن تكترث بأية تبعات على حياة الناس؛ بل هو ما تدفع إليه القوى المهيمنة على قرار الشرعية وبكل قوة وبحسابات خبيثة لعلها تنجح مجدداً في إشعال نار الفتنة بين أبناء الجنوب؛ وتجعل الرئيس هادي والتحالف منشغلين بالجنوب والجنوبيين؛ لتتاح المزيد من الفرص للانقلابيين في صنعاء لتعزيز نفوذهم وتمددهم جنوباً واستعادة ما خسروه شمالاً !

 

ثالثاً – أن أمر النجاح مرهون بسلاسة آلية التنفيذ وتناغم الأداء بين مختلف الأجهزة والمؤسسات وضبط حركتها ووفقا للقانون والقواعد المنظمة للعمل؛ ومنع التهور أو التجاوزات وبأية صيغة كانت لضمان التنفيذ الآمن والملبي لحقوق الناس وصيانتها؛ وأخذ كل الاحتياطات اللازمة لما قد يحصل من ردات فعل متوقعه أو تحريك للخلايا الكامنة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وخلق حالة من الفوضى وإرباك الوضع وعلى نحو يعيق أي تقدم في تحقيق هدف الإدارة الذاتية للجنوب !

 

رابعاً – مما لا شك فيه بأن نجاح عملية الإدارة الذاتية للجنوب إذا ما سارت الأمور وعلى النحو المأمول؛ لا تعني بالضرورة أن تكون محصورة ومناطة بالمجلس الإنتقالي وحده؛ وإن كان هو صاحب المبادرة بالقرار؛ بل تعني كل القوى والكيانات السياسية والمجتمعية الجنوبية التي تلتقي مع الإنتقالي وتتوافق معه في هذه الخطوة؛ وبالتالي فإن شراكتها مهمة للغاية وحاسمة لجهة وحدة الموقف ومواجهة تحديات وأعباء هذه المهمة التاريخية معاً؛ وبالتالي فإن التشاور معها حول آليات التنفيذ وإشراكها الفعلي في كل ذلك لهو أمر مطلوب وملح؛ بل أن من شأن ذلك تعزيز التواصل والتقارب ولملمة الأوراق المبعثرة داخل الصف الوطني الجنوبي وفي إطار الميدان العملي المباشر البعيد عن الخطابات والشعارات؛ ومدخلا استثنائيا لتوحيد الرؤى والمواقف بشأن الخطوات اللاحقة ومآلات القضية الجنوبية؛ وبما يضمن موقفا تفاوضياً جنوبياً واحدا وموحدا عند حلول التسوية السياسية للأزمة في اليمن.

خامساً  من الأهمية بمكان التعاطي المسؤول مع موقف التحالف في ضوء بيانه الصادر ليلة أمس الأحد ٢٦ أبريل وما رافقه من تصريحات من السعودية والإمارات؛ وأن يكون ذلك فرصة لمزيد من الحوار وعلى قاعدة الوضوح والصراحة وعدم التراجع عن إدارة الجنوب الذاتية مرحلياً وهي بطبيعة الحال ليست (تمردا) على الشرعية كما يتم توصيفها من قبل القوى النافذة في الشرعية؛ وتبيان أهمية ذلك للتحالف لجهة استقرار الأوضاع في محافظات الجنوب وضمان فعالية الجبهات المشتعلة التي تتصدى ببسالة وتضحيات عظيمة لكل محاولات إسقاط المناطق المحررة.

 

ونحن هنا لا ندعو لموقف عدمي بكل تأكيد ؛ولكننا نخشى أن تقود الحوارات إلى نقطة الصفر مجدداً؛ وهنا تكمن الخطورة على الجنوب وقضيته وليس على الإنتقالي وحده؛ وبالتالي فإن الأمر يتعلق بتحقيق خطوات جدية وعملية ملموسة تلبي ما تضمنه بيان الإنتقالي من نقاط وقبل الذهاب والعودة إلى إتفاق الرياض أو أي إتفاق أخر قد تقود إليه الحوارات القادمة !.

Attachments area

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى